الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تعهد رب العالمين بحفظ كتابه الكريم عن التحريف والتبديل عن دون ما سبقه من كتب، فقال في محكم آياته إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، وكان من أسباب حفظ الله لكتابه حفظه في السطور بعد حفظه في الصدور. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من حضر مجلسه من الكتبة ــ وهم ما يربو عن الأربعين كاتباً ــ بكتابة ما نزل من القرآن، مبالغة في تسجيله، وزيادة
في التوثيق والضبط والاحتياط لكتاب الله تعالى، حتى تُظاهر الكتابة الحفظ، ويُعاضد النقشُ اللفظ. وكان هؤلاء الكتبة من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة الإسلامية قد حفظت القرآن في الصدور واستظهرته وكتبته بالطرق والوسائل المتاحة لديها. واتبع الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة القرآن، وفي عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه تم الجمع الأول للقرآن الكريم، والذي كان بإيعاز من سيدنا عمر رضي الله عنه، ثم في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، وبعد ما حدث فيها من أحداث كانت سبباً للجمع الثاني للقرآن، حيث طلب عثمان الصحف من بيت أمنا حفصة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، لإعادة نسخها في ست نسخ على أرجح الأقوال، لتكون شاملة وجامعة للقراءات التي لا يمكن كتابتها في مصحف واحد، وقد بيّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تسير منه). فَالحديثُ يُبيّن أن القرآن المنزل على النبي هو هذه الأحرف المتعددة، التي تُعرف بين الأمة الإسلامية بالقراءات العشر المتواترة، التي يُقرأ بها من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى وقتنا الحالي وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وانطلاقا لإحياء سنة الجمع القرآني بعد عهد النبي صلى لله عليه وسلم، والذي بدأ في العهدين البكري والعثماني، نتوكل على بركة الله سعياً في إتمام هذه السنة التي بدأها هؤلاء الأصحاب بتوفيق الله لهم، ثم بما يسر الله لنا من وجود المواد المتاحة والخطاط الماهر والعلماء المتخصصين في القراءات والرسم والضبط.
تقوم فكرة المشروع على الجمع الصوتي والكتابي للقرآن الكريم بالقراءات العشر ورواياتها العشرين، وبإفراد مصحف لكل رواية، بخط أنيق مميز، وبنسق جديد يستوعب كافة الروايات، وذلك من خلال مشروع متكامل لم يحدث من قبل، تحت إشراف لجنة علمية دولية، تضم نخبة من خيرة العلماء والمتخصصين في فن الرسم والضبط والخط، مما يُعزز ثقة واطمئنان الأمة الإسلامية.
أولا: انتشار بعض النسخ غير المحققة والتي تحتوي على كثير من الأخطاء تصل إلى حد التحريف وانتشرت على الانترنت باجتهادات شخصية فأصبح لزاما على الأمة وكبار العلماء جمع الروايات كلها مكتوبة ومسموعة محققة تحت إشراف لجنة علمية دولية من خيرة علماء الأمة الإسلامية المختصين بعلوم القرآن.
ثانيا: نظرا لأن المصاحف الموجودة في عصرنا الحالي كتبت بنسق لا يتحمل أن يتم ضبطه على أكثر من رواية، فكان لزاما علينا كتابة مصحف بنسق جديد يستوعب ما اختلف فيه من الرسم وما جاء من مذاهب الضبط المختلفة والتي لا تتوفر في أي مصحف حتى الآن، لكي يتسنى لنا كتابة وجمع المصحف بكافة الروايات المشهورة والمتواترة.
ثالثا: انتشار علم القراءات وحاجة طلاب العلم إلى وجود مرجع شامل موثق للروايات كلها.
رابعا: إحياء لسنة كتابة المصحف الشريف والتي بدأت منذ عصر النبوة والتزمها الصحابة، واعتنى بها الأولون وطوروها حتى وصلت إلينا، فكان من واجبنا أن نحمل راية تطوير كتابة المصحف الشريف بما لا يخرج عن أصول الرسم والضبط، إحياء لهذه السنة الغراء.
الزخارف
لن يقف الإبداع في مشروع مصحف الأمة عند حدود كتابته على نسق واحد وبأنماط الضبط المختلفة، بل سيتعدى ذلك إلى إبراز قيمة الزخارف الإسلامية، بحيث يراعي في التصميم ثقافة وفن الزخرفة لكل مسلمي العالم باختلاف ثقافاتهم، وصولاً إلى حالة التناغم بين القارئ في مصحف الأمة وبيئته الثقافية والفنية، من حيث الزخرفة والنمط، فيتمتع قارئ الشام بتراثه الفني كما يتمتع قارئ شرق آسيا بزخرفته وتراثه، مما يؤدي إلى حالة من الترابط الشعوري بين القارئ ومصحف الأمة.
الجمع الكتابي للقرآن الكريم
كتابة القرآن الكريم كاملا بالروايات العشرين، بخط أنيق مميز، وبنسق يستوعب كافة الروايات، مع إفراد كل رواية بمصحف مستقل.
الجمع الصوتي للقران الكريم
تسجيل القرآن الكريم كاملا بالقراءات العشر ورواياتها العشرين بصوت فضيلة الشيخ أ. د. أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية.
الدمج الصوتي والكتابي
في هذا المشروع سيكون جمعاً للقرآن الكريم كتابياً وصوتياً بحيث سيُقرن الجمع الصوتي بالكتابي عن طريق وضع علامة الاستجابة السريع (QR cod) أسفل كل صفحة من صفحات مصاحف الروايات العشرين، وهو ما يُمَكّنُ المسلم من سماع الصفحة بالرواية التي يقرأ فيها
الضبط المتعدد
يُراعي المشروع اتساع رقعة العالم الإسلامي، وتعدد أنماط الضبط حيث إن النمط السائد في بلاد المشرق العربي يختلف عن بلاد المغرب العربي، وكذلك عن النمط السائد في البلدان غير الناطقة بالعربية ، لذا فقد حرصنا على إدراج أنماط الضبط المنتشرة في كافة بلدان العالم الإسلامي (ضبط المشارقة، وضبط المغاربة، وضبط الأتراك).
الزخارف
لن يقف الإبداع في مشروع مصحف الأمة عند حدود كتابته على نسق واحد وبأنماط الضبط المختلفة، بل سيتعدى ذلك إلى إبراز قيمة الزخارف الإسلامية، بحيث يراعي في التصميم ثقافة وفن الزخرفة لكل مسلمي العالم باختلاف ثقافاتهم، وصولاً إلى حالة التناغم بين القارئ في مصحف الأمة وبيئته الثقافية والفنية، من حيث الزخرفة والنمط، فيتمتع قارئ الشام بتراثه الفني كما يتمتع قارئ شرق آسيا بزخرفته وتراثه، مما يؤدي إلى حالة من الترابط الشعوري بين القارئ ومصحف الأمة.
الجــامع لما أنــزل
جاء مشروع مصحف الأمة ليكون مصحفًا جامعًا للمسلمين كافة من خلال توثيق جميع القراءات القرآنية برواياتها العشرين المتواترة بشكل مسموع ومقروء من خلال مشروع متكامل لم يحدث من قبل في تاريخ الأمة الإسلامية، وذلك بإفراد مصحف خاص بكل رواية.